الحياة يملؤها الكثيـــر ..
الكثير من النّاس ..
الكثير من الأشياء ..
الكثير من الكائنات ..
و الوقت يحمل لنا القليل ..
القليل من السّاعات ..
القليل من السّنوات ..
القليل من العمـر ..
بمعادلة بسيطة ..
بموازنة ما بين الحياة و الوقت ..
نجد بأنّ الحياة تتطلب منّا بشدّة الحفاظ على الوقت ..
نحن المسلمون ..
منّ الله علينا بالإيمان بالآخرة و ما أروعه من إيمان ..
و ما أروعها من عقيدة ..
ترخص لها الدنيـــا فسبحان من سمّاها الدنيـــا ..
في المقابِــل ..
نجد الواقع يبكــي ! ..
نعم إنّه يبكــي ..
فتلاميذ الحياة ..
لم يفهموا درس المعادلة ..
فإما أنّهم أكثروا من الحياة ..
و أضاعوا الوقت ..
و إما أنّهم أكثروا من الوقت ..
فأضاعوا الحياة ..
..
( فنّ التّغاضي سلاحُ الأقويـــاء ) ..
يحمل الكثير ..
يشرح الكثير ..
و أهمّ من ذلك كلّه ..
يختصر الكثير .. ،
لأنّنا لا نملك الكثير من الوقت .
قضية الحوارِ هنا ..
هو أنّ الكثير ممن حولنا ..
مما سبق ذكره ..
يحمل مصاعبا و مشاكلا و تحديات و هموما ..تثقل كواهلنا ..
في كلّ يوم ..
قضية الحوار هنا ..
هو أنّ الله أودع فينا بني البشـــر (طــاقة ) ..
هي نعمة كبيـرة في حد ذاتها ..
وضع الله لها أولويات لاستغلالها ..
ففي البداية ..
نستغلها في طاعته و رضوانه و عبادته ..
ثم نستغلها في أمور حياتنا الأساسية ..
ثم في أمور حياتنا الثانوية ..
و الجميل هنا ..أنّ حتى أمور الحياة ترتبط بطاعة الله و رضوانه و عبادته و اليوم الآخر ..
يالله ما أجمله من دين .. ديننا .. دين الإسلام ! .
هذه الديباجة التي أسلناها ..تم وضعها عمدا لنتأمل ..
كم هي جميلة هذه الحياة برغم كل شيء .. فقط لو ..
لو نظرنا إليها بنظرة صحيحة ..
لا أقول إيجابية لا أقول متفائلة و لا أقول واقعية ..
بل أقول صحيحة .
كلّ فردٍ فينا يعمل لأجل البناء ..
لأجل الإنماء ..
بهدف الإصلاح ..
هذا هو المفروض ..
لذا فالطّاقة التي منحنا الله إياها ..
يجب أن تستغل في تلك المهمة لأجل ذلك الهدف ..
لكي نقابل الله و قد حققنا رسالة للإسلام ..
( فنّ التّغاضي سلاحُ الأقوياء )تأتي في وقت ..
كثر فيه اللغو ..
كثرت فيه المشاحنات الفارغة ..
كثر فيه الكره لأجل الكره .. و العداوة لأجل استعراض العضلات ..
تأتي في وقت ..
نقول لكل من يغضب لأجل كلمة قالها فلان
حركة قام بها فلان
إهانة قامت فيها جماعة ..
أيا كانت التصرفات ..
ظاهرة .. باطنة ..
(فنّ التّغاضي سلاحُ الأقوياء ) .
تأتي في وقت ندعوا فيه إلى البناء ..
و أتذكر هنا رسالة وصلت لي منذ فترة تقول :
( المخلص لربه كالماشي على الرمل الناعم .. لا تسمع خطواته لكن ترى آثارها ) ..
حين نراقبه صلى الله عليه و سلم ..
حين آذوه كثيرا ..
حتى بعد أن دخل المدينة ..
لم يرد الحبيب عليه الصلاة و السلام ..
فداه أبي وأمي
لمَ لا؟
هل لأنه لايستطيع ؟
لا ..
لأنّه لم ينتقم لنفسه قط ..
لأنّه يحمل رسالة ...لأهم من هؤلاء ..
يحمل طموحا بقدر الجبال ...
في الأمّة ..
أمّة الإسلام .
يا أمّة الإسلام التي تقرأني الآن ..
من قلب يحب الله و رسوله ..
و يحبكم فيه ..
ضعوها أمام أعينكم ..
لو تحدثتي مع إحداهنّ فلم ترد عليكِ..
تغاضي .. فذاك سلاح الأقوياء ..
لو حاولتي مساعدة إحداهنّ فنهركَ..
تغاضي فذاك سلاح الأقوياء ..
لو قلتي كلمة الحق فوجدتي الغمز و اللمز هنا و هناك ..
تغاضي فذاك سلاح الأقوياء .
لو اختلفتي مع إحداهنّ فوجدتيها تطاردكِ في كل موقف
تغاضي فذاك سلاح الأقوياء .
يوما ما ..
ترد عليكي
من نهرتكِ..
من غمزتكِ و لمزكَ
من طاردتكِ لمخالفتكِ و حسب ..
ستعرف قيمتك.. و ستحبكِ في الله ..
فتكوني قد علمتها المحبة في الله ..
تغاضيكِ حلمكِ وخُلُقِكِ..
هذهِ هي المسلمة .
قد يأتي البعض فيقول ليس في كل شيء ..
أقول له نعم .. و ألف نعم ..
و لم أقصد هنا كل شيء ..
فتمعنوا في الكلمات و المعاني ..
فالكثير يوضع بين السطور ..
لأنني لا أملك الوقت ..
لدينا طاقة ..
فلنستغلّها في تحقيق الأهداف ..
فلنوفرها .. للتحديات الحقيقية .
قضية مطروحة للحوار ..
قد توافقونني ..
وقد تختلفون معي ..
قد تتحاورن معي لم ؟ و كيف ؟ و ما الحل ؟..
و قد تصمتون ..
أرجووو التفاااعل تحيااااتي هذا اناولد حائل